ايجي ناو : مصر الان - أخبار محلية : د"ميرا" فقدت النُّطق... جرح في الرَّأس ووجع في القلب، التالي وكان بدايه ما تم نشره هي خان يونس أدهم الشريف على أسرّة العلاج في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ترقد ميرا أحمد، طفلة في .، والان تابعومعنا التفاصيل والمعلومات الواردة
خان يونس/ أدهم الشريف:
على أسرّة العلاج في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ترقد ميرا أحمد، طفلة في الرابعة من عمرها، دون حراك، بعدما خذلتها أطرافها السفلية في الوقوف مجددًا. تُحدِّق بعينيها فيمن حولها، كأنها تبحث في وجوههم عن ضحكاتٍ راحت بلا رجعة، وصوتٍ مفقود لم يَعُد يُسمَع.
بالقرب من ميرا، تجلس والدتها، رنا الصليبي (32 عامًا)، تتأملها وتحاول تهدئتها، في حين يعتمل في قلبها وجع كبير، وهي تتحسس جُرح ابنتها، حيث تحكي الغُرز التي تملأ رأسها الصغير فصولًا من المأساة.
قبل أيام قليلة، وتحديدًا في 21 من مايو/ أيار 2025، أُصيبت ميرا بعدة شظايا اخترقت منطقة الدماغ. لم تفعل الطفلة شيئًا سوى أنها كانت تحتمي، مع والدتها وشقيقتيها ماري (10 أعوام) وآيلا (عام واحد)، تحت ظل خيمة نزحوا إليها مع والدهم، أحمد أحمد (40 عامًا)، منذ أن دمّر جيش الاحتلال منزل العائلة في خان يونس.
لكن، وعلى حين غِرّة، حدث ما لم يكن في الحسبان. عند ساعات الظهيرة من ذلك اليوم، شنّ طيران الاحتلال غارة جوية استهدفت منزلًا مجاورًا للخيمة التي تأوي العائلة. أربعة طوابق كاملة سوّتها القنبلة التي ألقتها المقاتلات الإسرائيلية بالأرض. أما خيمة ميرا وعائلتها فقد تمزّقت وتطايرت أجزاؤها، وأُصيبت الطفلة البريئة بعدة شظايا.
تسبّب الركام المتطاير بإغلاق الطرق، وملأ غبار القصف والرماد المكان وحجب الرؤية، بينما وجدت الأم نفسها مُلقاة في الشارع. وسط هذا المشهد القاتم، استطاع المُسعفون انتشال الطفلة وهي غارقة في دمائها.
"كانت غائبة تمامًا عن الوعي، لا تدري ما يجري حولها. نجح الأطباء في وقف النزيف"، قالت الأم بصوتٍ مرتجف، وهي تتحسس جبين طفلتها لصحيفة "فلسطين": "قصف المنزل المجاور لخيمتنا فجأة، ودون إنذار مسبق، دليل آخر على أن جيش الاحتلال لا يُكترث لأرواح النساء والأطفال".
لاحقًا، وبعد ساعات من خضوع ميرا لعمليات جراحية لوقف النزيف وتغريز رأسها، بذل الأطباء ما بوسعهم للحفاظ على حياتها. حينها، اكتشفت الأم أن طفلتها الصغيرة أُصيبت بشلل نصفي، وفقدت القدرة على النطق مجددًا.
أدركت الأم، في تلك اللحظة، أن الغارة الإسرائيلية وما رافقها من انفجار عنيف وتطاير للشظايا كانت كفيلة بإحداث شرخ عميق في حياة العائلة.
"ميرا لم تَعُد ميرا التي أعرفها. لم أعد أفهم ما تريد. عندما تصحو من النوم تصرخ فقط، ولم تستعد قدرتها على إدراك من حولها"، أضافت الأم، قبل أن تطبع قبلة حانية على جبين طفلتها.
الشلل النصفي الذي أصاب جسد ميرا كان نتيجة الشظايا التي استقرّت في دماغها، وفق ما أفاد به الأطباء. أما الغرز الظاهرة في رأسها الصغير، فتبدو كأنها كابوس لم ينتهِ بعد.
"طفلتي تتراجع حالتها الصحية يوميًا، ولا أحد يقدر على فعل شيء. ألاحظ تغيّرات في تصرفاتها، وتصدر منها حركات اندفاعية لا إرادية"، توضح الأم المكلومة، "نحن بحاجة لتحويلها إلى مستشفى متخصص خارج غزة، فإصابتها تحتاج إلى تدخّل دقيق لا يتوفّر في غزة الآن".
لكن تحويل ميرا خارج غزة، في زمن الحرب، يبدو أقرب إلى المستحيل. فالمعابر مغلقة بقرار من سلطات الاحتلال، والنظام الصحي في غزة شبه منهار، فيما ينتظر آلاف المرضى وجرحى الحرب دورهم في طابور الموت الطويل.
شقيقتا ميرا، ماري وآيلا، تزورانها يوميًا في مجمع ناصر، حيث يملأ الوجع أرجاء المكان. تجلسان قربها، تهمسان في أذنها، لكنهما لا تسمعان من شقيقتهما شيئًا بسبب فقدانها النطق.
"ماما، ميرا بتسمعنا؟" تسأل ماري، فيما تهزّ الأم رأسها وتكتم دمعتها ووجع قلبها. في كل زيارة، تجلب الشقيقتان معهما دمية صغيرة ترتدي ثوبًا أحمر، لم تَعُد هذه الدمية تفارق يدي الطفلة الجريحة، وكأنها تلوذ بها من قسوة الإصابة.
قبل إصابتها، كانت ميرا تضحك بصوتٍ عالٍ. أما اليوم، فقد أصبحت عنوانًا للسكوت في وطنٍ جرحه لا يلتئم، وألمه لا يتوقّف أمام عالمٍ يحترف الصمت.
المصدر / فلسطين أون لاين
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل "ميرا" فقدت النُّطق... جرح في الرَّأس ووجع في القلب وتم نقلها من فلسطين أون لاين نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في ايجي ناو EgyNow بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.